Thursday, January 31, 2008

الله يحب هذه الصفات في عباده المؤمنين

المحسنون: قال تعالى ((واحسنوا ان الله يحب المحسنين)) والاحسان له معنيان، الأول الاتقان والاجادة، قال تعالى ((الذي احسن كل شيء خلقه)) والثاني هو الانعام على الغير ومنه قول الشاعر.
احسن إلى الناس تستعبد قلوبهم
فطالما استعبد الانسان احسان

والمحسنون هم الذين يحسنون مع الله في العبادة ومع خلق الله في المعاملة، فالاحسان في العبادة (ان تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك). والاحسان في المعاملة كقوله تعالى ((وقولوا للناس حسنا))، و((وبالوالدين احسانا وبذي القرى واليتامى والمساكين والجار ذي القربى والجار الجنب والصاحب بالجنب وابن السبيل وما ملكت ايمانكم)).

* المتقون: التقوى وصية الله ((ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا)) وكان عليه الصلاة والسلام اذا أمر أميرا على جيش او سرب اوصاه في خاصته بتقوىالله ومن معه من المسلمين خيرا.
والتقوى اسم جامع لفعل الطاعات وترك المنكرات، وللتقوى مراتب اولها اتقاء الكفر، وثانيها اتقاء ما يوقع في الاثم، وثالثها اتقاء الشبهات خشية الوقوع في الحرام.
واساس التقوى ومحلها هو القلب ولكن يظهر أثر التقوى على الجوارح، فللتقوى حقيقتان، حقيقة تظهر على الجوارح من القيام بالحق وترك الذنوب والمعاصي اي الالتزام بالاوامر والانتهاء عن النواهي وهي الاعمال الظاهرة، والحقيقة الثانية تمثل عمل القلب وتتجسد في الاخلاص ومجانبة الرياء والشرك. وهذا قول الرسول صلىالله عليه وسلم التقوى هاهنا واشار إلى صدره.. المتقون يحبهم الله قال تعالى ((ان الله يحب المتقين)) وقال صلى الله عليه وسلم (ان الله يحب العبد التقي الغني الخفي).

* الصابرون: قال تعالى ((والله يحب الصابرين)) والصبر حبس النفس على ما يقتضيه الشرع والعقل، ويتحقق الصبر بالوسائل الثلاث وهي: القلب واللسان والجوارح، فبالقلب يرضى بقضاءالله وقدره ،وباللسان يحبسه عن الشكوى الا لله تعالى ولا يظهر تضجره وبلاءه ويشكر نعمة ربه عليه، وبالجوارح يحبسها على طاعة الله.
والصبر له عدة مجالات منها الصبر على بلاء الدنيا قال تعالى ((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين))، والصبر عن مشتهيات النفس ((ونبلوكم بالشر والخير فتنة))، والصبر على طاعةالله (فاعبده واصطبر لعبادته)، والصبر على مشاق الدعوة ((واصبر على ما اصابك)) والصبر في القتال ((والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس)).

* المتوكلون: قال تعالى ((ان الله يحب المتوكلين)) والتوكل هو الاعتماد على الغير والله تبارك وتعالى هو الوكيل فهو القائم بامور عباده وبتحصيل ما يحتاجون اليه، ولا يفهم من هذا المعنى (التواكل) وهو ان لا يعتمد على الاسباب في شيء فيترك الامور لقدرالله، فالله امر بالعمل قال تعالى ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)) ومن التوكل ان يأخذ الانسان باسباب الحياة المادية قال تعالى (وشاورهم في الامر فاذا عزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين).

* التوابون: قال تعالى ((ان الله يحب التوابين)) والتوبة هي ترك الذنب والعزم على عدم العودة لذلك، ولا تتحقق التوبة الا بالشروط التالية الاقلاع عن الذنب، الندم على ما فرط منه، والعزم على ان لا يعود اليه ابدا. وهذا اذا كانت التوبة في حقالله تعالى، فان كانت في حق العباد فيضاف اليها ان يبرأ من حق صاحبها ويرد الحقوق لاهلها.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم (لله اشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب من احدكم كان على راحلته بارض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك اذا هي بقائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرحاللهم انت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح.

* المتطهرون: قال تعالى ((ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين)) وقال تعالى ((فيه رجال يحبون ان يتطهروا والله يحب المطهرين)). والطهارة تكون من النجاسات، والنجاسات قد تكون مادية كالميتة وقد تكون معنوية كالشرك وعليه فتكون الطهارة طهارة جسم وطهارة نفس، والطهارة نصف الايمان كما في حديث الطهور شطر الايمان ويقصد بقوله (المتطهرين) اي المتنزهين عن الفواحش والاقذار كمجامعة الحائض والاتيان من حيث لم يأمرالله تعالى، ويتم تطهير المال بالصدقة قال تعالى ((خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)) وهي تطهر المال مما يشوبه وتطهر نفس الانسان من الشح والبخل.

* المقسطون: قال تعالى ((وان حكمت فاحكم بينهم بالقسط ان الله يحب المقسطين))، وقال تعالى ((فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين)) والقسط هو الجور والاقساط هو العدل، والمقسط هو العادل الذي يعدل بين الناس وقد وصف الله نفسه بذلك قال تعالى ((شهد الله انه لا اله الا هو والملائكة واولوا العلم قائما بالقسط)) وعكسه الظلم الذي حرمه الله على نفسه وعلى العباد ((ولا يظلم ربك احدا)).

* المقاتلون في سبيل الله ((ان الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص)) وتشمل الآية ثلاث فقرات.
1- القتال ومن شرطه القدرة على استعمال ادوات القتال والجرأة للثبات في القتال، فلا يخاف الا الله ولا يفر من المعركة، وان يعتني بجسمه وتدريبه وان يكون القتال في سبيل الله فيكون هدفه اعلاء كلمة الله بنشر الدين والدفاع عنه لا لأجل شيء آخر.
وان يقاتل برص الصفوف فانه يعين على الثبات ويعطي قوة معنوية ومن أهم ما يؤدي لذلك طاعة الامير والثبات وعدم الفرار وعدم التنازع.

No comments: