Friday, February 29, 2008

مهما كان الأب سيبقى أب و لن يتغير

قرأت هذه القصة سابقا لكنها تبقى قصة رائعة و فيها حكم كثيرة لكن فيها حكمة عظيمة أن الأب ليس له دافع وراء حماية ابنه إلا أنه أب و لا يريد إلا كل خير لولده الحبيب أترككم مع القصة من غير تغيير:

من المعروف لو ان سفينة اخذت تتقاذفها عاصفة عاتية، أو شب على سطحها حريق هائل، أو هاجمتها مجموعة من القراصنة الأشداء، فهي لا محالة سوف تغرق أو تحترق أو يستولى عليها، هذا إذا اصاب ركابها الرعب والهلع، ولكن لو ان واحدا منهم فقط ظل رابط الجأش هادئاً، فإنه من الممكن ان يفتح امام الجميع طريقاً للنجاة، إما بتشجيعهم، او بتوجيههم، او باعطائهم مثالاً بنفسه.. والنماذج في هذا الصدد كثيرة من واقع الحياة.

ولا ادري إذا كان احد منكم يذكر الزلزال المدمر الذي ضرب ارمينيا في عام 1989، وكان من اقسى زلازل القرن العشرين، حيث ان درجته كانت (8.2) على مقياس ريختر، وأودى بحياة اكثر من ثلاثين الف شخص خلال عدة دقائق، ولقد شلت تماماً المنطقة التي ضربها وتحولت إلى خرائب متراكمة، وعلى طرف تلك المنطقة كان يسكن فلاح مع زوجته، تخلخل منزله ولكنه لم يسقط، وبعد ان اطمأن على زوجته تركها بالمنزل وانطلق راكضاً نحو المدرسة الابتدائية التي يدرس فيها ابنه، والواقعة في وسط البلدة المنكوبة، وعندما وصل وإذا به يشاهد مبنى المدرسة وقد تحول الى ما يشبه (الفطيرة)، لحظتها وقف مذهولاً وملجوماً، ولكن بعد ان تلقى الصدمة الأولى ما هي إلاّ لحظة اخرى وتذكر جملته التي كان يرددها دائماً لابنه ويقول له فيها: مهما كان (سأكون دائماً هناك الى جانبك)، وما هي إلاّ لحظة ثالثة وإذا الدموع تنهمر على وجنتيه، وما هي إلاّ لحظة رابعة إلاّ وهو يمسح الدموع بيديه ويركز تفكيره ونظره نحو كومة الأنقاض ليحدد موقع الفصل الدراسي لابنه، وما هي إلا لحظة خامسة وإذا به يتذكر ان الفصل كان يقع في الركن الخلفي ناحية اليمين من المبنى، وما هي إلا لحظة سادسة إلا وهو ينطلق الى هناك ويجثو على ركبتيه ويبدأ بالحفر، وسط يأس وذهول الآباء والناس العاجزين.

حاول ابوان ان يجراه بعيداً قائلين له: لقد فات الآوان، لقد ماتوا، فما كان منه إلا ان يقول لهما: هل ستساعدانني؟!، واستمر يحفر ويزيل الأحجار حجراً وراء حجر، ثم اتاه رجل اطفاء يريده ان يتوقف لأنه بفعله هذا قد يتسبب بإشعال حريق، فرفع رأسه قائلاً: هل ستساعدني؟!، واستمر في محاولاته، وآتاه رجال الشرطة يعتقدون انه قد جن، وقالوا له: انك بحفرك هذا قد تسبب خطراً وهدماً اكثر، فصرخ بالجميع قائلا: اما ان تساعدوني او اتركوني، وفعلا تركوه، ويقال انه استمر يحفر ويزيح الأحجار بدون كلل او ملل بيديه النازفتين لمدة (37 ساعة)، وبعد ان ازاح حجراً كبيراً بانت له فجوة يستطيع ان يدخل منها فصاح ينادي: (ارماند)، فأتاه صوت ابنه يقول: انا هنا يا ابي، لقد قلت لزملائي، لا تخافوا فأبي سوف يأتي لينقذني وينقذكم لأنه وعدني انه مهما كان سوف يكون الى جانبي.

مات من التلاميذ 14، وخرج 33 كان آخر من خرج منهم (ارماند)، ولو ان انقاذهم تأخر عدة ساعات اخرى لماتوا جميعا، والذي ساعدهم على المكوث ان المبنى عندما انهار كان على شبه (وتد) مثل المثلث نقل الوالد بعدها للمستشفى، وخرج بعد عدة اسابيع. والوالد اليوم متقاعد عن العمل يعيش مع زوجته وابنه المهندس، الذي اصبح هو الآن الذي يقول لوالده: مهما كان (سأكون دائماً إلى جانبك).

من هنا

Thursday, February 28, 2008

قصة سلة الفحم و القرأن



كان هناك رجل أمريكي مسلم يعيش في مزرعة بإحدى جبال مقاطعة كنتاكي ، مع حفيده الصغير، وكان الجد يصحو كل يوم في الصباح الباكر ليجلس على مائدة المطبخ ليقرأ القرآن ، وكان حفيده يتمنى ان يصبح مثله في كل شيء، لذا فقد كان حريصا على أن يقلده في كل حركة يفعلها …وذات يوم سأل الحفيد جده



"يا جدي،إنني أحاول أن أقرأ القرآن مثلما تفعل، ولكنني كلما حاولت أن أقرأه أجد انني لا أفهم كثيراً منه ، وإذا فهمت منه شيئاً فإنني أنسى ما فهمته بمجرد أن أغلق المصحف !!!! "

فما فائدة قراءة القرآن إذن ؟!!!!!

كان الجد يضع بعض الفحم في المدفأة ، فتلفت بهدوء وترك ما بيده، ثم قال : خُذ سلة الفحم الخالية هذه ، واذهب بها إلى النهر ، ثم ائتِني بها ملئية بالماء!!!!

ففعل الولد كما طلب منه جده، ولكنه فوجىء بالماء كله يتسرب من السلة قبل أن يصل إلى البيت، فابتسم الجد قائلاً له : " ينبغي عليك أن تُسرع إلى البيت في المرة القادمة يا بُني " !!!

فعاود الحفيد الكرَّة،وحاول أن يجري إلى البيت ... ولكن الماء تسرب أيضاً في هذه المرة!!!

فغضب الولد وقال لجده،إنه من المستحيل أن آتيك بسلة من الماء ، والآن سأذهب وأحضر الدلو لكي أملؤه لك ماءً.
فقال الجد: " لا ، أنا لم أطلب منك دلواً من الماء، أنا طلبت سلة من الماء...يبدو أنك لم تبذل جهدا ًكافياً يا ولدي " !!!

ثم خرج الجد مع حفيده ليُشرف بنفسه على تنفيذ عملية ملء السلة بالماء !!!!

كان الحفيد موقناً بأنها عملية مستحيلة؛ ولكنه أراد أن يُري جده بالتجربة العملية ،فملأ السلة ماء ،ثم جرى بأقصى سرعة إلى جده ليريه ، وهو يلهث قائلا ً

: " أرأيت؟ لا فائدة !!"

فنظر الجد إليه قائلا ً: " أتظن أنه لا فائدة مما فعلت؟!!"....

"تعال وانظر إلى السلة " ،

فنظر الولد إلى السلة ، وأدرك –للمرة الأولى أنها أصبحت مختلفة !!!!


لقد تحولت السلة المتسخة بسبب الفحم إلى سلة نظيفة تماما ً من الخارج والداخل !!!!

فلما رأى الجد الولد مندهشاً ، قال له : " هذا بالضبط ما يحدث عندما تقرأ القرآن الكريم .... قد لا تفهم بعضه، وقد تنسى ما فهمت أو حفظت من آياته ..... ولكنك حين تقرؤه سوف تتغير للأفضل من الداخل والخارج ، تماما ًمثل هذه السلة !!!!


ولعلك تستفيد ايضاً من هذه القصة : أننا لن نتعلم شيئاً إن لم نمارسه ونطبِّقه في حياتنا ....فإذا أردتَ أن تتذكر ما فهمتَ وحفظتَ من القرآن ، فعليك أن تطبقه في حياتك !!!!

via

جات تكحلها عمتها

شاب جامعي خلوق اراد ان يتزوج ...لكن امه العجوز تكفلت له بأن تبحث له عن فتاة تعرفها وتدخل مزاجها لان مو كل بنت على حد زعمها تصلح لها.... اخوات هذا الشاب ذكروا له زميلتهم في الكلية وهي فتاة رائعة وآية في الجمال والاخلاق واجتماعية بشكل كبير ... ومن كثر ما يتكلمون عنها تعلق قلبه بها وطلب من أخواته ان يكلموها عنه ... بدأ البنات بالحديث لتلك الفتاة عن أخوهم واخلاقه الرائعة ودمه الخفيف وحفاظه على الصلاة والدين واحتقاره للشباب اللي يرقمون .. ومن هالحكي .. المهم ..

.. البينة المسكينة تعلقت فيه وحبته وتمنت اليوم اللي يجمعها به ... لكن المشكلة انهم من قبيلتين مختلفة وكيف يقنعون الام العجوز بها البينة الحلوة ... وبعد مشاورات... وتعرفون النساء وحيلهم وبالذات بنات هاليوم ..

بعد يومين اتصلت هالبنية المسكينة على أخوات الشاب وقالت: مافيه الا اني اتعرف على امكم شخصيا اللين اخليها تعجب فيني وهي بنفسها اللي تخطبني له.... قاموا يفكرون شلون تتعرف على امه ؟ طرى على بالها ان ابوها وامها بيحجون هذي السنه ...

قالت :وش رايكم تودون امكم للحج بنفس الحمله اللي بيروحون فيها اهلي وانا ابقنع اهلي ان يودوني معاهم ....؟

ومن يومها وهي تحن على اهلها ابي احج معكم ؟ قالوا لها :ماعندنا مانع والحج فريضه على كل مسلم وودنا انك تروحين وتقضين فرضك

انبسطت وقالت له ان اهلها بيودونها للحج معهم والدور عليه اللحين عشان يخلي امه تروح للحج ..

واول ماوصلوا لمكه وهي تتشوف لها في السكن اللي هم ساكنين فيه وكل وقت وكل صلاه وهي جنبها وبالليل تساعدها بقراءة الدعاء... ولما جاء يوم عرفه راحت تجمع لها الحصى وتقول لها هذا الحصاة اكبر وتعور إبليس وتعطيها .. ولما راحوا يرجمون كانت معها بكل خطوه من خطواتها... ولما جاء اخر يوم من ايام الحج وكانوا بيطوفون الوداع راحت تسلم عليها وتحضنها وتقول لها والله اني احبك زي امي واني ارتحتلك ياخاله وتهل من دموع التماسيح وراحوا للمطار عشان يرجعون لديرتهم ولما وصلوا استقبل الولد امه وابوه من المطار وقعد يسئلهم عن حجهم وعسى ماتعبتوا ومن هذا الكلام وبعدها قال: يمه عسى ارتحتي بحجك ؟ قالت ياولدي والله انه احسن حج ذا السنه الله يخليك لنا قال :عسى الناس اللي معك طيبين وارتحتي لهم؟ قالت :والله ماعليهم ناس اجاويد بس والله ماضيق صدري الا بنت لزقة كانت معنا نشبت بحلقي هناك ما شفت ملقوفة ومطفوقة مثلها الله يعيين اللي بياخذها


الحمار حمار قصة واضحة مفهومه لا تحتاج لتعليق أو لشرح


السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته


حمار دخل مزرعة رجل

وبدأ يأكل من زرعه الذي تعب في حرثه وبذره وسقيه

كيف يخرج الحمار؟؟

سؤال محير ؟؟؟

أسرع الرجل إلى البيت

جاء بعدَّةِ الشغل

القضية لا تحتمل التأخير

أحضر عصا طويلة ومطرقة ومسامير وقطعة كبيرة من الكرتون المقوى

كتب على الكرتون

(يا حمار أخرج من مزرعتي)

ثبت الكرتون بالعصا الطويلة

بالمطرقة والمسمار

ذهب إلى حيث الحمار يرعى في المزرعة

رفع اللوحة عالياً

وقف رافعًا اللوحة منذ الصباح الباكر حتى غروب الشمس

ولكن الحمار لم يخرج

حار الرجل

"ربما لم يفهم الحمار ما كتبتُ على اللوحة"

رجع إلى البيت ونام

في الصباح التالي

صنع عددًا كبيرًا من اللوحات

ونادى أولاده وجيرانه

واستنفر أهل القرية

"يعنى عمل مؤتمر قمة"

صف الناس في طوابير

يحملون لوحات كثيرة

(أخرج يا حمار من المزرعة)

(الموت للحمير)

(يا ويلك يا حمار من راعي الدار)

وتحلقوا حول الحقل الذي فيه الحمار

وبدئوا يهتفون

أخرج يا حمار. أخرج و إلا ستندم

والحمار حمار

يأكل ولا يهتم بما يحدث حوله

غربت شمس اليوم الثاني

وقد تعب الناس من الصراخ والهتاف وبحت أصواتهم

فلما رأوا الحمار غير مبالي بهم رجعوا إلى بيوتهم

يفكرون في طريقة أخرى

في صباح اليوم الثالث

جلس الرجل في بيته يصنع شيئاً آخر

خطة جديدة لإخراج الحمار

فالزرع أوشك على النهاية

خرج الرجل باختراعه الجديد

نموذج مجسم لحمار

يشبه إلى حد بعيد الحمار الأصلي

ولما جاء إلى حيث الحمار يأكل في المزرعة

وأمام نظر الحمار

وحشود القرية المنادية بخروج الحمار

سكب البنزين على النموذج

وأحرقه فكبر الحشد

نظر الحمار إلى حيث النار

ثم رجع يأكل في المزرعة بلا مبالاة

يا له من حمار عنيد

لا يفهم

أرسلوا وفدًا ليتفاوض مع الحمار

قالوا له: صاحب المزرعة يريدك أن تخرج

وهو صاحب الحق

وعليك أن تخرج

الحمار ينظر إليهم

ثم يعود للأكل

لا يكترث بهم

بعد عدة محاولات

أرسل الرجل وسيط آخر

قال للحمار

صاحب المزرعة مستعد للتنازل لك عن بعض من مساحته

الحمار يأكل ولا يرد

ثلثه الحمار لا يرد

نصفه

الحمار لا يرد

طيب

حدد المساحة التي تريدها ولكن لا تتجاوزه

رفع الحمار رأسه

وقد شبع من الأكل

ومشى قليلاً إلى طرف الحقل

وهو ينظر إلى الجمع ويفكر

(لم أرَ في حياتي أطيب من أهل هذه القرية يدعوني آكل من مزارعهم ولا يطردوني ولا يضربوني كما يفعل الناس في القرى الأخرى)

فرح الناس

لقد وافق الحمار أخيرًا

أحضر صاحب المزرعة الأخشاب

وسيَّج المزرعة وقسمها نصفين

وترك للحمار النصف الذي هو واقف فيه

في صباح اليوم التالي

كانت المفاجأة لصاحب المزرعة

لقد ترك الحمار نصيبه ودخل في نصيب صاحب المزرعة

وأخذ يأكل

رجع أخونا مرة أخرى إلى اللوحات

والمظاهرات

يبدوا أن لا فائدة

هذا الحمار لا يفهم

إنه ليس من حمير المنطقة

لقد جاء من قرية أخرى

بدأ الرجل يفكر في ترك المزرعة بكاملها للحمار

والذهاب إلى قرية أخرى لتأسيس مزرعة أخرى

وأمام دهشة جميع الحاضرين وفي مشهد من الحشد العظيم

حيث لم يبقَ أحد من القرية إلا وقد حضر ليشارك في المحاولات اليائسة لإخراج الحمار المحتل العنيد المتكبر المتسلط المؤذي

جاء طفل صغير

خرج من بين الصفوف

دخل إلى الحقل

تقدم إلى الحمار

وضرب الحمار بعصا صغيرة على قفاه

فإذا به يركض خارج الحقل.

الفائدة والمقصد ((التعامل مع الحمير بالعصا وليس بالصياح والشجب والتهديد والإستنكار ورفع اللوحات والمظاهرات ونتمنى أن تفهموها))
__________________
من منديات الجوف

قصة رائعة ..رائعة..راااااااااااائعة

قصة ممتعة للغاية اقرأها و لا تنسى أن تستفيد منها من منتديات الجوف

كنت في رحلة لاداء العمرة وبعد ان حطت الطائرة في مطار الملك عبدالعزيز بجدة نزلت الى ارض المطار وتوجهت مسرعا الى موقف سيارات الاجرة للبحث عمن يوصلني الى مكة.

وكعادتي دوما احب الركوب مع سائقي الاجرة السعوديين لكونهم ابناء البلد ولعلمي انهم ادرى بالطرق السريعة المؤدية الى مكة، وكما يقال بالمثل (اهل مكة ادرى بشعابها).

اثناء وقوفي في الموقف تقدم الى شاب يافع تعلو على محياه البسمة، حسن الهندام وبكل ادب بادرني السلام ثم قال عمي هل ترغب بسيارة توصلك الى مكة؟ فقلت توكلنا على الله جاء وبكل ادب وحمل حقائبي ليضعها في سيارته ثم توجهنا قاصدين بيت الله الحرام.

بدأت اتجاذب معه اطراف الحديث وكما هو المعتاد في اسئلتنا التقليدية عن الاسم والعمل والسكن. قال اسمي فهد واسكن في مدينة جدة وكما أسلفت كان شابا يبدو عليه الادب والخلق الجم، هادئ الطبع لا يجيب الا عندما يسأل، عندما سألته عن عمله قال لي انا طالب نهائي في كلية الطب.

كنت اعتقد انه قال طالب الاداب حيث اني لم اكن اتصور ان يكون طالبا في كلية الطب. فاستفسرت قائلا طالب كلية الاداب فأجاب ببسمة لطيفة لتمحو تعجبي قائلا: بل طالب الطب.

تفاجأت ، فعاد ببسمته الهادئة ليؤكد مرة ثانية قائلا نعم طالب كلية الطب فقلت يعني انت قريبا ستصبح ان شاء الله طبيبا فرد قائلا قصتي مع الطب طويلة وذات شجون قد نصل مكة ولم انته من سردها.

فقلت له ممازحا خلينا نقطع الوقت أيضايقك ان سألتك عنها

ثم بدأ يروي قصته:

كنت مبتعثا لدراسة الطب في احدى جامعات تكساس بالولايات المتحدة الامريكية وامضيت ست سنوات هناك تقريبا ولم يتبق سوى التطبيق ثم سنة الامتياز وفي تلك السنة حدثت حادثة مفجعة لأغلب افراد اسرتي.

والحمد لله على كل حال ثم استرسل قائلا: اظنه لا يخفى عليك حادثة الباخرة المصرية التي غرقت في مياه البحر الاحمر (عبارة السلام). كان اهلي جميعا على متن تلك الباخرة حيث كانوا متوجهين في رحلة علاجية لوالدتي في مصر والحمد لله على قضائه وقدره استشهد اهلي جميعا حيث انتقل الى رحمة الله والدي ووالدتي وثلاثة من اخوتي واثنتان من اخواتي ولم ينج سوى اخي عادل الذي كان عمره حينها السنة والنصف وأختي هند التي تكبره قليلا ذات السنوات الاربع.

كنت حينها في الخارج في آخر سنة دراسية لي ولكن ارادة المولى القدير فاجأني المصاب وتلقيت الخبر من اقاربي فحزمت حقائبي وتركت كل شيء وعدت لترتيب امور إخوتي فلقد اصبحت في غمضة عين مسؤولا عن طفلين يتيمين.

بدأت اعد العدة لتولي رعاية اخوتي وكنت مصرعلى ألا يتولى رعايتهما غيري حيث سئمت من بقائهما بين اقاربي.

واجهت صعوبة بالغة لرعاية هذين الطفلين لاسيما انهما لايزالان في سن الطفولة وكوني لم اتزوج بعد زاد من تلك المعاناة، فقررت الزواج لأتمكن من رعايتهما.. بدأت ابحث وخصوصا ان الاختيار لم يكن سهلا ومن ذا تقبل بان تكون اما لطفلين ومن اول يوم بعد زواجها تذكرت حينها كلمات والدي رحمة الله عليه فقد كان يمازحني دوما وفي اثناء اجازاتي قائلا زوجتك جاهزة تنتظر الطبيب يعود ويقصد ابنة صديق له كان يحبه.

فكرت واستخرت واستشرت اقاربي فاقدمت متوكلا على الله لاسيما اني اعتبرت ان هذا الزواج تحقيقا لرغبة والدي فلعله يكون برا بوالدي بعد موته وصلة بمن يحب ذات ليلة زرت صديق والدي في بيته كي استشيره وقبل ان اتقدم رسميا فاجابني مباشرة قائلا يا بني لن تجد ابنتي شابا خيرا منك ليكن لقاؤنا غدا واحضر مع اقاربك حتى تقتدموا رسميا لخطبة ابنتي.

في الموعد المحدد حضرت انا وبعض اعمامي الى منزل صديق والدي ورحب بنا في بيته أجمل ترحيب وقد لفت نظري وجود رجل في مجلسه يظهر على سماته الصلاح لا نعرفه ولم يعرفنا به.

بعدما تحدثنا قليلا وأخبرناه برغبتنا قال اذا توكلنا على الله والتفت الى يمينه قائلا لذلك الرجل تفضل يا شيخ اكتب عقد النكاح، أي أنه اعد العدة لعقد الزواج في حينه واحضر المأذون.

تفاجأت حيث لم اكن مستعدا نفسيا وماديا فبادرني والد البنت قائلا خير البر عاجلة وبدأ المأذون بكتابة عقد النكاح فسألني عن الصداق فتلعثمت قليلا حيث لم أرتب نفسي ففاجأني والد البنت مرة اخرى (ولن انساها ما حييت) فقال اخرج محفظتك، كم فيها من المال، فاخرجتها ووجدت فيها اربعمائة ريال فقال والد البنت ذاك صداق ابنتي هذا هو مهرها فكتب ذلك في العقد.

قبل أن ينتهي المأذون من كتابة العقد التفت الى وقال الديك شروط يا ولدي قلت: ابعد كل هذا الاحسان والكرم من والد زوجتي اتراه يكون لدي شروط.

ليس لدي أي شرط ففاجأني للمرة الثالثة والد البنت قائلا بل لديك شرط ويجب ان يكتب ذاك هو ان تقوم ابنتي بتربية اخويك الصغيرين.

تزوجت وانا سعيد وتقدمت للجامعة لاتمام سنة الامتياز في احد المستشفيات هنا، والآن احاول ان احسن وضعي المادي بان اعمل كسائق سيارة اجرة في اوقات الفراغ. كنت دوما موقنا ان مع العسر يسرا وان الفرج مع الصبر.

انتهى حديثه وكنا حينها على مشارف البيت الحرام ودعته املا ان يكتب الله لنا لقاء اخر. وقبل ان اودعك قارئي اود التأكيد بان القصة واقعية وليست من نسج خيالي ولعلي هنا ارسل ثلاث رسائل سريعة اولاها ان كل مؤمن ومؤمنة عرضة لكثير من الابتلاء فمرة يبتلى الانسان بنفسه، ومرة يبتلى بماله, ومرة يبتلى بحبيبه، وهكذا تقلب الأقدار من لدن حكيم عليم ولكن من آمن ان كل شيء بقضاء الله وقدره وان اكثر الناس بلاء هم الانبياء هان عليه المصاب.

ثانيها ان الصبر مفتاح لكل خير وان مع العسر يسرا وكما قيل ما غلب عسر يسرين.

ثالثة الرسائل دعوة صادقة لتيسير الزواج فذاك مدعاة للبركة واحرى وارجى ان يوفق الله ويبارك في ذلك الزواج فقد روت عائشة – رضي الله عنها – عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : (ان اعظم النساء بركة ايسرهن مؤنة) وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خيرهن ايسرهن صداقا) وعن الحسن البصري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الزموا النساء الرجال ولا تغالوا في المهور).

والد البنت في قصتنا الآنفة عرف معنى السعادة لابنته واشتراها لها لم لا؟ فقد اختار لها زوجا ويسر زواجهما واحسب ان ذلك الزوج لن ينسى صنيع والد زوجته طيلة حياته واظنه سيسعى بكل ما أوتي لإسعاد زوجته.

فلتهنأ تلك الاسرة وليهنأ ذلك البيت


كتبها عدنان الزامل - الدمام

Wednesday, February 27, 2008

للعبد بين يدي الله موقفان

للعبد بين يدي الله موقفان‏:

موقف بين يديه في الصلاة،

وموقف بين يديه يوم لقائه،

فمن قام بحق الموقف الأول هون عليه الموقف الآخر،

ومن استهان بهذا الموقف ولم يوفه حقه شدد عليه ذلك الموقف ‏.

قال تعالى ‏ «‏ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا، إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا‏» ‏ سورة الإنسان ‏:‏ الآية رقم ‏:‏‏‏26- 27‏ ‏.

من كتاب الفوائد

للإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزي

Thanks Yossra

اللهم أعنا على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك. كم قصرنا مع الله في الموقف الأول. يا رب أعنا برحمتك على الموقفين الأول و الثاني فأنت أرحم الراحمين

المثلثات


بالتأكيد لم تلاحظ أن كلمة (في) مكتوبة مرتين .. أليس كذلك ؟


هل تعرف ماذا حدث ؟
طبقاً لخبراتك السابقة ... فقد تمت برمجة عقلك أن كلمة ( في )


لا تكتب سوى مرة واحدة في الجملة.. لذلك لم يرها عقلك


وجعلك ترى الجملة ( في ضوء تجاربك السابقة ) لا كما يجب أن تراها !
ماذا يعني هذا الكلام؟





القصد من هذه الأمثله هو التوضيح أننا نرى العالم طبقا لبرمجتنا


السابقة فقط .. لا كما يجب أن نراه..


نحن لا نرى الحقيقة الا من خلال تجاربنا نحن !!

أختلف معك

حين نختلف مع شخص ما في الرأي, يتمسك كل منا برأيه


الذي كونته خبراته و تجاربه السابقة ..



حاول ان ترى الصورة الحقيقية.. ليس كل ما تراه هو بالضرورة صحيح...!


لأن ما تراه هو ما تمت برمجة عقلك عليه








... ألم تخطئ منذ قليل في قراءة حرف (في) الزائد ؟
اعد التفكير في كل ما تراه صحيحا بالنسبة لك..


اقبل النقاش و أعد النظر في أفكار من يختلفون معك...


إنهم – فقط – لم تكن لهم تجاربك السابقة التي تؤهلهم كي يفكروا مثلما تفكر ...


لماذا لا تتقبل فكرة أنهم ربما يكونون على شيء من الصواب ؟


حاول أن تتفهم وجهة نظر الآخرين و لا تتمسك برأيك دائما لمجرد أنه رأيك..


أعد النظر في برمجتك السابقة و لا تفترض دائما أن كل ما تراه صوابا

الفيل و العميان

هل سمعت هذه القصة من قبل ؟
يحكى أن ثلاثة من العميان دخلوا في غرفة بها فيل..


و طلب منهم أن يكتشفوا ما هو الفيل ليبدأوا في وصفه ....
بدأوا في تحسس الفيل و خرج كل منهم ليبدأ في الوصف :


قال الأول : الفيل هو أربعة عمدان على الأرض !


قال الثاني : الفيل يشبه الثعبان تماما !


و قال الثالث : الفيل يشبه المكنسة !


و حين وجدوا أنهم مختلفون بدأوا في الشجار..


و تمسك كل منهم برأيه و راحوا يتجادلون و يتهم كل منهم الآخر أنه كاذب و مدع !


بالتأكيد لاحظت أن الأول أمسك بأرجل الفيل و الثاني بخرطومه, و الثالث بذيله ..


كل منهم كان يعتمد على برمجته و تجاربه السابقة








... لكن .. هل التفتّ إلى تجارب الآخرين ؟


من منهم على خطأ ؟

في القصة السابقة . هل كان أحدهم يكذب؟
بالتاكيد لا .. أليس كذلك؟
من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه..


فحين نختلف لا يعني هذا أن أحدنا على خطأ !!


قد نكون جميعا على صواب لكن كل منا يرى مالا يراه الآخر !

إن لم تكن معنا فأنت ضدنا !

لأنهم لا يستوعبون فكرة أن رأينا صحيحا لمجرد أنه رأينا !
لا تعتمد على نظرتك وحدك للأمور فلا بد من أن تستفيد من آراء الناس


لأن كل منهم يرى ما لا تراه ..

رأيهم الذي قد يكون صحيحا أو قد يكون مفيد لك
من إيميلي

بصراحة أنا لم ألاحظ أن "في" مكررة هل يعني هذا أن عقلي متحجر؟ :)
على العموم يجب أن نتقبل وجهات النظر الأخرى فقد يكونون ينظرون لنفس الشيء الذي ننظر إليه لكن من زاويه أخرى كما هو الفيل و العميان الثلاثة

Tuesday, February 26, 2008

Attitude is everything سلوكك هو كل شيء

There once was a woman who woke up one morning,
Looked in the mirror and noticed she had only three hairs on her head.

Well,” she said, “I think I’ll braid my hair today?”
So she did and she had a wonderful day.

The next day she woke up,
Looked in the mirror and saw that she had only two hairs on her head.

“H-M-M,” she said, “I think I’ll part my hair down the middle today?”
So she did and she had a grand day.

The next day she woke up,
Looked in the mirror and noticed that she had only one hair on her head.

“Well,” she said, “today I’m going to wear my hair in a pony tail.”
So she did and she had a fun, fun day.

The next day she woke up,
Looked in the mirror and noticed that there wasn’t a single hair on her head.

“YEA!” she exclaimed, “I don’t have to fix my hair today!”

Attitude is everything.

  • Live simply,
  • Love generously,
  • Care deeply,
  • Speak kindly…….

Life isn’t about waiting for the storm to pass. It’s about learning to dance in the rain.

via



استيقظت امرأة ذات صباح،
فنظرت إلى المرآة و لا حظت وجود ثلاث شعرات فقط على رأسها
فقالت: "حسنا، أعتقد أني سأعمل ظفيرة من شعري اليوم."
و كذلك فعلت و قضت وقتا رائعا ذلك اليوم.
و عندما استيقظت في اليوم التالي،
ونظرت في المرآه وجدت أنه قد تبقى شعرتان فقط على رأسها.
اممم فكرت قليلا ثم قالت:"اعتقد انني سوف أفرق شعري من الوسط اليوم"
و كذلك فعلت و قضت وقتا رائعا ذلك اليوم.
وفي اليوم التالي استيقظت ،
و نظرت في المرآه فلاحظت ان هناك شعرة واحده فقط على رأسها.
قالت: "حسنا سأربط شعري ذيل حصان"
و كذلك فعلت و قضت وقتا رائعا جدا جدا ذلك اليوم.
و في اليوم التالي استيقظت ،
و نظرت في المراه ، فلاحظت أنه ليس هناك شعرة واحدة على رأسها.
فهتفت: "هيـــه لست بحاجة الى ترتيب شعري اليوم!"

سلوكك هو كل شيء.

* عش ببساطة ،
* أحب بسخاء ،
* أهتم بعمق ،
* تكلم بلطف …….
ليست الحياة أن تنتظر مرور العاصفة. و لكن الحياة أن تتعلم الرقص تحت المطر.

Monday, February 25, 2008

نهاية و أي نهاية

هذه قصة طويلة بعض الشيء
كنت أريد أن أنزلها على أجزاء
لكني أعتقد أنه من الأفضل انزالها كاملة
كنت أريد تأخيرها بعض الشيء حتى أعطيها حقها
لكن أشعر أنه من الواجب علي ارسالها الان و كما وصلتني من غير تغيير
هذه قصة ابن أختي الذي توفاه الله في نفس السنة التي توفي فيها أبي
و كان له دور في تغيير حياتي
قد يكون السبب لوفاة شخصين عزيزين علي في نفس السنة
و عبد الله هذا هو نفس الشاب الذي حضر وفاة أبي و كان قد قرأ القران كاملا عليه قبل وفاته رحمهما الله و أسكنهما فسيح جناته و رزقني رؤيتهما في الفردوس الأعلى
عمره حين توفى 15 سنة كان لعمره تأثيرا كبيرا علي كنت أسمع بأن الموت لا يعرف صغير و لا كبير لكن لم أتوقع أبدا أن يحدث هذا لأقربائي و في نفس السنة
فعرفت أن هذه الحياة لا تساوي شيئا إن لم نعمل بها ما يرضي الله
أترككم مع القصة كما أرسلها لي ابن أخي و أخوه عبد الرحمن

نهاية وأي نهاية

قبل أن أتكلم عن نهاية هذا الشاب الذي يقال له عبد الله يجب أن أحكي لك أيها القارئ كيف نشأ هذا الشاب وما هي النهاية التي كان سببها هذه النشأة ، فأقول مستعيناً بالله، إنه شاب التحق بحلق تحفيظ القرآن منذ نعومة أظفاره ، وكان كل يوم يأتي فيه إلى بيت الله يزيد خشية وخوفاً من مولاه ، في حلقات مسجد عمار بن ياسر ترعرع هذا الفتى ، كان ذا خلق عالٍ ، وكان متبعاً سنة الرسول r، وفي المرحلة المتوسطة بدأت حياة هذا الشاب تتغير ، وكأنه عالم إي وربي لا أقولها مبالغة وسترى من خلال ما أذكر لك أخي القارئ ، بدأ يبكر إلى المسجد للجلوس في روضته حتى لا تفوته تكبيرة الإحرام ، كانت دمعته تسابق قراءة الإمام ، ثم زاد اهتمامه في الأنس بالله ، فكان على صغر سنه يعتكف في رمضان ، وكنت أسأله لماذا تعتكف؟ قال : لأسباب منها أن يخلو الإنسان بربه ، وأن يعود نفسه على تكبيرة الإحرام ، والمحافظة كذلك على الوقت وترتيبه ، وكان هذا الشاب لا يفطر مع والديه في رمضان ، فكلمته وطلبت منه أن يذهب ولو يوماً واحداً لتناول وجبة الإفطار مع والديه فأبى.. أتدري لماذا ؟ لأنه كان منشغلاً بتفطير العمالة في المسجد، زادت همة هذا الشاب حتى تشربت عروقه حب الدعوة إلى الله جل جلاله ، فكان يطلب من والديه نقوداً لشراء بعض المطويات والكتيبات لكي يوزعها على كل من رأى منه تقصيراً في طاعة الله ، وبعد انتقاله إلى المرحلة الثالثة المتوسطة زادت همته، فأتم حفظ كتاب الله جل جلاله في رمضان عام 1423هـ ، وبعد أن قرأ عليّ آخر وجه من سورة البقرة ، جلس في زاوية من زوايا المسجد وبدأ يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ متوقعاً أنّ بكائه فرحة بحفظ كتاب الله .. فقال لي : يا أبا عبدالله المسؤولية أصبحت أعظم.. قلت : وأي مسؤولية؟! قال لي : حفظت القرآن وبقي العمل بهذا القرآن .. فاستصغرت نفسي حينها ، ثم بدأ يطلب العلم الشرعي عند المشائخ والعلماء أمثال العلامة بن جبرين حفظه الله ، والشيخ محمد العريفي في بلوغ المرام ، ومن ينظر إلى مذكراته يقول هذا تعليق وتقييد علماء.. إنها الهمة وكفى.. التي يعجز كثير ممن هم في سنه، وبعد ذلك بدأ بحفظ سنة المصطفى ، فأتم الأربعين النووية ، ثم حفظ جزءاً من متن الأصول الثلاثة ، وبدأ في حفظ متن عمدة الأحكام حتى أنهى منه 70 حديثاً ، وكان هذا الشاب له ورد يومي يقرأ فيه من كتاب الكبائر بعد صلاة الفجر ، هكذا عاش هذا الشاب الذي فارق هذه الحياة وعمره لم يتجاوز الخامسة عشر رحمه الله رحمه واسعة وأدخله فسيح جناته.


البرنامج اليومي لهذا الشاب

يستيقظ هذا الشاب كل يوم بعد أن يسمع داعي الله قد أعلنها أن حي على الصلاة ، فيحضر إلى المسجد ، ويؤدي سنة الفجر ثم يصلي فريضة الله وبعد الصلاة يذكر الأذكار ثم يورد بأذكار الصباح وبعد أن ينتهي يخرج كتاب الكبائر ويبدأ بالقراءة منه ثم ينصرف إلى المنزل ويمكث استعداداً للانطلاق إلى المدرسة ، بعد أن يراجع دروسه ، وفي أثناء الذهاب إلى المدرسة -وكان يدرس في معهد العاصمة النموذجي- يأخذ معه كتاباً للإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله يقرأ فيه في طريقه حتى يصل إلى المدرسة، ثم ينزل بحيوية ونشاط حتى ينتهي الدرس الثالث ، فينطلق مباشرة إلى النشاط المدرسي، فيبدأ بإلقاء الفوائد والمسابقات لزملائه الطلاب، وبعد نهاية الدوام المدرسي يرجع هذا الشاب إلى منزله ثم يكتب واجباته وينام ، فإذا أذّن المؤذن لصلاة العصر انطلق مباشرة إلى المسجد فصلى العصر، ثم جلس في حلق الذكر حتى قبيل المغرب ثم يرجع إلى المنزل لإنهاء بعض الأمور المنزلية التي يطلبها والديه منه ، فإذا أذّن المؤذن لصلاة المغرب ، انطلق مباشرة إلى المسجد وبعد صلاة المغرب يمكث في المسجد حتى أذان العشاء ، فإذا كان هناك درس لعالم أو محاضرة لشيخ انطلق إليها مباشرة، فإذا أذّن العشاء حضر إلى فريضة الله ، وهو في رباط من بعد صلاة المغرب ، وبعد إنهاء صلاة العشاء يرجع هذا الفتى إلى منزله فيقضي بعض الوقت مع الوالدين ، ثم يدخل غرفته فيوتر ثم ينام ، بعد يوم قد امتلأ بطاعة ربه جل جلاله ، فرحمه الله رحمه واسعة وأدخله فسيح جناته ...

مواقف مشرقة في حياة هذا الشاب

صليت صلاة العصر في مسجدي يوماً من الأيام وذلك قبل وفاته بأسابيع فجاءني بعد الصلاة وقال لي: أريدك في موضوع .. فقلت له: وما موضوعك ؟؟ قال: قبل أن أخبرك به أستحلفك بالله ألا تخبر به أحد.. قلت : لك ذلك.. فقال مدرسنا مدين ، وقد جاء أصحاب الدين وأودعوه السجن .. فأريد منك أن تساعدني في قضاء دينه .. لكن لا أريده أن يعرف أنني أنا من سعى في قضاء دينه ؛ حتى لا يحس بأن لي فضل عليه فهو مهما كان معلمي وله فضل بعد الله عليّ ، وبالفعل سعى في قضاء دين معلمه بطرقه الخاصة حتى استطاع اخراج معلمه من السجن فرحمه الله رحمه واسعة .. إنه الاخلاص وكفى ..

جاء هذا الشاب إلى والده فطلب منه أن يفصل له ثوباً ويشتري له شماغاً فقال له والده : عندك ملابس .. ولكنه رحمه الله كان يسعى إلى أمر لا يخطر ببال أحد .. فاستجاب له والده ففصّل له ثوباً واشترى له شماغاً .. أتعلمون ماذا كان يريد من هذا الفعل ؟؟ اسمع يامن يريد أن يرى بقية السلف .. لقد قام هذا الشاب بتخصيص هذا الثوب وهذا الشماغ لصلاة الجمعة فقط دون غيرها من الصلوات أو المناسبات سبحان من خلقه ، يقول أخوه : فإذا رجع من صلاة الجمعة غسله ثم علقه فلم يلبسه إلا في الجمعة الثانية ، فرحمه الله رحمه واسعة .

رأى هذا الشاب رحمه الله شاباً مقصراً في طاعة الله، ولا يشهد الصلاة في المسجد فقال في نفسه : لماذا لا أقدم نصيحة لهذا الشاب ؟ فقام بكتابة رسالة له يدعوه فيها إلى التوبة النصوح وحينما أعطى الشاب الرسالة وقرأها قام بتمزيق الرسالة ورميها في وجه صاحبنا فما كان منه إلا أن تبسم وقال جزاك الله خيراً فانظر إلى اهتمامه بدعوة الناس ،رحمه الله رحمة واسعة ..

بعد وفاة هذا الشاب وجد اخوه في مكتبه رسائل عده ، ففتح واحدة منها يريد أن يعرف ما فيها ، فكانت هذه الرسائل موجهة إلى معلميه ينصحهم فيها عن الاسبال وعن حلق اللحية وعن شرب الدخان ويبين لهم حكم الشرع فيها ، فيالها من همة يوم وصلت به الدعوة إلى نصح وإرشاد معلميه ، فرحمه الله رحمه واسعة ..

اتصل بي قبل وفاته وسألني سؤالاً قائلاً لي : ما حكم الدمى التي تصنع للأطفال ؟؟ فأوضحت له الخلاف الذي بين العلماء في هذه المسألة .. فقال : لها عين وأنف وأذن ، وهي شبيهه بالمخلوق فقلت له إذاً هي مضاهاة لخلق الله ، فقال : يعني حرام .. فقلت : نعم ، فذهب إلى والدته وأصبح يحاول فيها أن تعطيه هذه الدمية حتى يقوم بإتلافها ، فسبحان من أعطاه حب المعروف وبغض المنكر ، رحمه الله رحمه واسعة .

كان رحمه الله يوصي كل من يعرفه ألا يحتقر من أمامه أياً كان ، بل يجب أن يستفيد كل شخص ممن أمامه ، سواء كان صغيراً أو كبيراً ، وكان يقول : يجب علينا أن نقبل الحق من كل أحد كائناً من كان رحمه الله رحمه واسعة .

كان رحمه الله مسؤلاً عن الكتب التي في المسجد ، فقام بتجميعها ووضع فهرسة لها ووضع ملفاً خاصاً يمكن المصلين من الاستفادة من هذه الكتب التي في المسجد كفتاوى شيخ الاسلام والمغني وغيرها من كتب السيرة والحديث والفقه واللغة والقصص .. فرحمه الله رحمه واسعة ..

كان يحرص على توزيع شريط الداعية الدكتور / عبدالمحسن الاحمد الذي هو بعنوان " قصص لا أنساها " حتى أنني اشتريت 100 شريط فكان يطلب منّي باستمرار أن أعطيه منها حتى يوزعها رحمه الله .

كان إذا ذهب في زيارة أقاربه لا يجعل الوقت يمر دون أن يستفيدوا منه جميعاً ، فقد كان يجهز لهم مسابقات قبل أن يحضر إليهم ، ثم يقوم بإلقاءها عليهم ، فكانوا يفرحون كثيراً بل ينتظرون اليوم الذي يحضر فيه عبدالله ؛ لأنه ولو لم يلقي عليهم مسابقة فإنه يتكلم بما يفيد مع الكبير والصغير، رحمه الله رحمه واسعة .

أقيمت مسابقة على مستوى المرحلة المتوسطة في معهد العاصمة النموذجي ، فما كان منه رحمه الله إلا أن استعد بجوائز المسابقة وكان عدد المتسابقين يقرب من خمسين طالباً .

بعد وفاة الأخ عبدالله الهندي رحمة الله عليه ، قمت بالذهاب إلى مكتبة قريبة من منزله ، لشراء بعض الأغراض ، وكانت هذه المكتبة متميزة بأمر لا أكاد أراه في بقية المكتبات حيث أن الداخل إليها يجد دائماً أذكاراً للتوزيع أو نصائح أو ما أشبه ذلك ، ولكنني دخلت هذه المرة فلم أجد على الطاولة شيء مما كان يوضع عليها فسألته : أين الأذكار والنصائح ؟ فقال وبهذه العبارة :"عبدالله ما فيه جيب .." فقلت له : من عبدالله ؟ فقام بوصفه لي حتى أخبرني بمكان بيته ، فعلمت أنه صاحبنا ، فقلت له : لقد مات ... فحزن والله حزناً شديداً ، رأيت ذلك على تقاسيم وجهه وعينيه ، ثم قال بهذه العبارة :"والله عبدالله نفر ممتاز ... دنيا خربان " فرحم الله أخينا وجمعنا به في جنات النعيم .

بعد وفاته رحمه الله ، قام أخوه بفتح مكتبه لينظر ما فيه ، فوجد داخل المكتب بحثاً بعنوان " من تجربتي في الحلقة " وكان هذا البحث يتضمن كلاماً يكتب بماء الذهب ، حيث يوصي فيه الشباب باحترام مدرسيهم في الحلقة كما يوصيهم بالتناصح وعدم ترك النصيحة خشية أن تخسر من أمامك وأن هذا من تلبيس إبليس ، كما يوصيهم بأن يكون الانسان ثابت في استقامته سواء كان في المدرسة أم في الحي أو في الحلقة ، وكان من وصاياه ما نصه "حاول أن تستفيد من أي طالب بأي وسيلة كانت ، ولا تحتقر الصغير فالكبير بالعقل ، احترم الكبير ولو أخطأ عليك ،احذر ممن غضبه شديد وكثير ، لا يطل المزاح ، احذر النميمة والتفتين بين الناس ، حاول أن تصلح ما بينك وبين أخيك بأية وسيلة ، لا تجعل أخوك يتمادى في المنكر ، البغض في الله والحب في الله ، إذا كنت في مدرسة واحدة أنت وزميلك فلا تنقل أخطاءه إلى الحلقة ، يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ..، مواصلة أخيك وهو مريض تذهب مرضه وتشرح صدره ، تواضع ، وأخيراً مهما حصل بينك وبين أخيك فإن هذا لا يؤدي بك إلى قطعه فهو أخ لك في الله "

كان رحمه الله يغتم كثيراً لما يصيب المسلمين في فلسطين وغيرها ، حتى أنه كان والله يبكي دائماً لما يمرون به من قهر وظلم على مرءاً من العالم كله ، وكان يفرح بأي انتصار لهم ،وكان يقول دائماً : إن في العين دمعات . . وفي القلب حسرات .. على ما يرى في هذا العالم من نكسات .. وعلى ما يرى في عالمنا الاسلامي من طعنات .. لكن لن يستمر هذا الذل وهناك رجال قد عاهدوا الله على بذل المهج في سبيله ، فاشترى الله منهم المهج "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون "

يقول مدرس هذا الشاب رحمه الله ، الاستاذ عبدالله مدخلي سألت عبدالله ومجموعة معه عمّا حدث في بلادنا حرسها الله من تفجيرات وهتك للحرمات ، فما كان منه إلا أن أنكرها بشدة هو وزملاؤه ، وليس هذا غريب على شاب نشأ في طاعة الله محباً لدينه وبلده فرحمه الله رحمه واسعة ... انتهى كلامه.

من آخر ما أذكر عنه حتى لا يطول الحديث ، أنه مات ليحيى غيره ... عبارة غريبة تحمل في طياتها أسرار وبين جنباتها أخبار ، فإليك أيها الأخ المبارك تفسير هذه العبارة وهي عبارة نهاية المطاف التي كانت من آخر مواقفه رحمه الله ، نعم لقد مات .. ولكن كيف مات ؟؟ هل مات كما يموت غيره على سماع الأغاني ؟ أم مات وهو مقترف لمعصية الرحمن ؟ أم عاد من خارج بلاده محمولاً في تابوت بعد أن لفظ آخر أنفاسه وهو في سكر وعهر ؟ لا وكيف تكون هذه حياته وهذه مواقفه ثم لا يختم له بخير عند من لا يظلم الناس شيئاً ، أقول اسمع إلى هذه النهاية نعم .. نهاية وأي نهاية .. رزقنا الله وإياكم حسن الختام ، ربط صاحبنا أمتعته بعد أن حصل على تذكرة سفر من مدرسته إلى مكة لمكرمة ، تكريماً له لإتمامه حفظ الأربعين النووية من أحاديث خير البرية ، واجتيازه هذه المسابقة ، توجه صاحبنا إلى مكة ، وبعد صلاة المغرب من يوم الاربعاء الموافق 13/3/1324هـ ، اتصلت عليه للسؤال عن حاله فحادثني وأخبرني أنه في صحة وعافية ، وفي يوم الخميس وصل هو وأصحابه إلى حرم الله ، فقاموا بأداء فريضة العمرة وبعد صلاة الظهر من يوم الخميس اتصلت عليه فأخبرني أنه قد أتم العمرة بكل يسر وسهوله ، وأنه دعا لي في عمرته ..، ثم صلى بقية الصلوات في الحرم ، وفي ليلة الجمعة الموافقة 15/3/1324هـ ، وبعد أداء صلاة العشاء عاد صاحبنا إلى الفندق الذي يسكن به هو وأصحابه يقال له " الخزندار" وجلسوا ينتظرون العشاء ، أثناء هذه اللحظات إذا بالدخان يتصاعد في الفندق بشكل مخيف ، فما كان من صاحبنا وزميله يزيد إلاّ أن ذهبوا إلى الأدوار العلوية ، وكانوا يسكنون في الطابق الثالث من هذا الفندق ، فبدأ عبدالله ويزيد ينبهون النزلاء بأن هناك حريق في الفندق فأخذ الناس ينزلون من مساكنهم وصاحبنا يصعد الادوار لتنبيه الناس حتى وصل إلى الدور السابع وقد خارت قواه فسقط في الممر ولفظ آخر أنفاسه رحمه الله ، جاء رجال الدفاع المدني وأخرجوه ، وحينما رآه الناس بدأوا يبكون ويقولون هذا الذي أخبرنا بوجود الحريق ... رحمه الله واسعة .. الله أكبر إنها الخاتمة .. إنها النهاية .. إنه الايثار الذي تربى عليه .. آثر على نفسه بأعظم ما يملك نفسه " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة " كرامات تتابع لهذا الشاب لعل منها أنه في اليوم الذي توفي فيه قد أدى العمرة وهي كفارة للعمرة التي بعدها إذا اجتنبت الكبائر ، وقد صلى لعشاء في الحرم بمئة ألف صلاة ، ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح ، وقد مات ليلة الجمعة ومن مات ليلة لجمعة وقاه الله من عذاب القبر ، ومات حريق فهو شهيد بإذن الله ، ومات رحمه الله وهو حافظ للقرآن كاملاً في صدره ... رحمك الله يا عبدالله كم أحييت قلوباً وكم فعلت أموراً يعجز عنها العظماء ، نعم لقد عاش في غير وقته ، إنه من بقية السلف ، ولا أدل على ذلك مما كان يتمتع به صفات لعل من أهمها طلبه للعلم في هذا السن المبكر ومذكراته شاهدة على ذلك .. أخي الحبيب يا من كلما طال عمره زاد ذنبه .. يا من كلما ابيض شعره بمرور الايام اسود بالاثام قلبه .. تب إلى الله قبل أن يفجأك هادم اللذات .. ومفرق الجماعات ..

بعض الرؤى التي رآها بعض أحبته فيه رحمه الله ..

يقول أحد جماعة المسجد " رأيت أن الصلاة أقيمت ، وتقدم الإمام للصلاة فرأى فرجة في الروضة ، فقال أحد الجماعة لمن خلفه : تقدم ، فقالوا : هذا مكان عبدالله لا نأتي فيه ..."

تقول إحدى قريباته " رأيت فلانة -إحدى قريباتها نحسبها صالحة بإذن الله- وسألتها : هل أنتم في حزن أم فرح ؟؟ فقالت : لا والله إننا في فرح ، وزاد فرحنا بقدوم عبدالله ... ورأتها وهي تطعم عبدالله عسل ..."

رأته إحدى أخواته تقول في رؤيا طويلة "... إنها قابلت عبدالله في أرض خضراء كبيرة ، وتحادثت معه وفي أثناء الحديث قال لها : إن الله رفعني ست درجات ... فقالت : لماذا؟ قال : أولاً : لأني لم أمت على فراشي ، بل وأنا أدافع عن أرواح المؤمنين .. ثانياً : لأني في مكة .. ثالثاً : لأني قد اعتمرت .. رابعاً : لأني والروح تخرج مني قلت اللهم اغفرلي وارحمني.. خامساً : لأني دعوت لكم .. وأنت خصوصاً ..

تقول إحدى أخواته : كلما رأيت عبدالله رحمه الله قال لها : إنني حي .. والله إنني حي ، فسألته : كيف ما زلت حياً وعبدالرحمن وأبوي قاموا بدفنك ، قال : بعد أن قاموا بدفني رجعت إليّ الروح ... فقاطعته قائله : عبدالله كيف كان قبرك ؟ قال : وااااااااااسع .

رأته إحدى أخواته تقول : " رأيت مجموعة أوراق من تحت باب المنزل فأخذتها ، وقامت والدتي بقراءتها ، فكانت كلها آيات عن الصبر ، ولفت نظرها من بين آيات الصبر قول الله ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم ...).. وفي نهاية الورقة مكتوب (( و أبشروا أباه .. بأن عبدالله في جنان الرحمن)) .

أسأل الله أن يجعل مأواه الجنان .. وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى وأن يتقبله في الشهداء .. وأن يرزقنا حسن الخاتمة ..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد ...

كان هذا العمل البسيط بعد أن طلبت الإذن من أخيه عبدالرحمن ، وبعد ان قام هو بنفسه بتنقيحها

أخوكم ومحبكم

إمام مسجد عمار بن ياسر والمشرف على الحلقات،

والمدرس بمتوسطة ابن خلدون

والمدير العام على أنشطة جامع الراجحي بحي الصفا.

خالد بن عبدالله آل هملان